خصائص (إنّ) التعبيرية بين النظرية والتبطيق

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الملخص :
هذا البحث يتناول الخصائص التعبيرية لـ(إنَّ) ، ومن أهم خصائصها التي أشار إليها النحويون إفادتها التوکيد ، حتى إن هذا المعنى لا يکاد يفارقها عندهم ، وقد أشار البلاغيون إلى أنها في إفادتها للتوکيد تأتي لإزالة التردد حينما يکون الخبر طلبياً , أو تأتي  مقرونة بغيرها من أدوات التوکيد لغرض إزالة الإنکار حينما يکون الخبر إنکارياً ، ومن خصائصها أنها إذا ترکبت مع (ما) فإنها تفيد الحصر نحو : قوله تعالى : ) .. قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( [آل عمران 37] ، ومن خصائصها أيضاً أنها تعد رابطة بين الجملة التي قبلها والجملة التي بعدها لإفادتها معنى التعليل , نحو : لبيک إنّ الحمد لک ، فيأتي الکلام بها متآلفا ومنسجماً ، فإذا حذفت ذهب التآلف وانبتت العلاقة بين الجملتين ، ويعد عبد القاهر الجرجاني من أهم العلماء الذين عرضوا لهذه القيمة التعبيرية حيث تناولها في أکثر من موضع من کتابه دلائل الإعجاز ، کما أفرد " إنّ " ومواقعها بفصل خاص، وهي في إفادتها للتعليل تأتي رابطة بعد الجمل الخبرية کما في المثال السابق ، وأکثر ما تجئ لهذا بعد الجمل الإنشائية ومن ذلک : بکرا ... إن النجاح في التبکير ، وقد تتقدم (إن) على الترکيب الإنشائي ، ومن ذلک ما جاء على لسان آدم في حديث الشفاعة : " إنّ ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله .. , وإنّه نهاني عن الشجرة فعصيته... ؛ اذهبوا إلى غيري " ، وقد تقترن الفاء بـ(إن) المفيدة للتعليل عند تقدم الإنشاء عليها ، ومن ذلک قوله – صلى الله عليه وسلم : " تسحروا فإن في السحور برکة " ، فالفاء و(إن) أفادتا التعليل ، وليس مجرد التعليق الشرطي الذي يذهب إليه النحاة ، ومن خصائصها أنها تجعل لضمير الشأن حسناً لا يکون بدونها ، ومن ذلک وقوله:) إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الکَافِرُونَ ( [المؤمنون 117] ، وأنها تسوغ النکرة للابتداء بها ، وأنها تسوغ حذف الخبر ، ومن أمثلة ذلک إن مالاً وإن ولداً ، ومن مواقعها أيضاً أنها تکون جواباً عن سؤال مذکور أو مقدر .

الكلمات الرئيسية