المفضل بن سلمة الکوفي " حياته وآثاره واختياراته الصرفية " إعداد د/ عبدالله بن محمد بن جار الله النغيمشي, أستاذ النحو والصرف المشارک - جامعة القصيم - السعودية ( العدد الثالث والثلاثون – الجزء الثالث 2014م )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

ملخص البحث :
يتناول هذا البحث حياة المفضل بن سلمة بن عاصم الکوفي وآثاره العلمية وآراءه واختياراته الصرفية ، والداعي لاختيار هذا الموضوع أمور، من أهمها : أن فيه إتمامًا لبحث آخر تناول مکانته اللغوية وآرائه واختياراته النحوية ، التعرف على شخصية المفضل بن سلمة ، والتي لم تنل اهتمام الباحثين ، تقدم المفضل بن سلمة فهو من علماء القرن الثالث الهجري ، وقد عاصر عددًا غير قليل من أئمة العربية المتقدمين عصرًا وعلمًا کالمبرد، وابن السراج ، وغيرهم من بارزي ذلک العصر، وقد تناول المبحث الأول اسم المفضل ونسبه ، وحياته ووفاته ، وتناول المبحث الثاني آثاره العلمية الموجود منها والمفقود ، وتناول المبحث الثالث آراءه واختياراته في الصرف ، وقد جمعت تلک الآراء من کتبه المطبوعة ، ومما نقله بعض العلماء عنه ، وتناول المبحث الرابع منهجه في الصرف وعنايته بالسماع والقياس والتعليل ، وقد مال البحث إلى الرأي الذي يشکک في نسبة المفضل لقبيلة ضبة مدعماً ذلک بالأدلة ، وقد تبين أن نبوغ المفضل لم يقتصر على فن واحد من فنون العلم ، فقد ألف في علوم القرآن ، وفي اللغة والنحو ، وفي القبائل والأنساب ، وجمع وروى کثيرًا من الشعر ، ونقد بعض الشعراء ، ولذلک فقد خلف المفضل وراءه ثروة علمية لغوية ضخمة ، لم يصلنا من تلک الکتب مع الأسف إلا أربعة ، هي: الفاخر، والمذکر والمؤنث ، وما تلحن فيه العامة ، والعود والملاهي ، وقد برزت للمفضل جمـلة من الآراء والتوجيهات الصرفية التي تفرد بـها ولم يسبق إليها ، وهي -بغض النظر عن قوتها وضعفها - : تضعيفه رأي سيبويه القائل بأن "عذير" مصدر بمعنى العُذر، وذهابه إلى أنه بمعنى "عاذر"، کعليم وعالم، وقدير وقادر، وشهيد وشاهد، والمعنى: هات عاذرک، أو أحضر عاذرک ، وتعليله لمجيء التفضيل من المتباينين في الصفة في قوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان 24 ] بقوله: إنما جاز ذلک لأنه موضع ، فيقال : هذا الموضع خيرٌ من ذلک الموضع ، وإذا کانت نَعْتاً لم يستقم أن يکون نعتٌ واحدٌ لاثنين مختلفين ، وقد اعتمد المفضل في تقرير کثير من آرائه وتوجيهاته النحوية والصرفية على السماع ، والقياس، والتعليل، وکان اعتناؤه بالسماع أکثر، خاصة کلام العرب الفصحاء الموثوق بعربيتهم ، على أن استشهاده بالشعر کان أکثر من استشهاده بالنثر .

الكلمات الرئيسية