رکب الحاج المغربي وأثره في تقوية الروابط بين مصر والمغرب في القرن الثامن عشر (من واقع نخبة مختارة من الرحلات الحجازية) إعداد د/ شيرين مبارک فضل الله مدرس التاريخ الحديث والمعاصر کلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة البريد: Shireen.mubarak@cu.edu.eg

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الملخص:
تمثل رحلة الحج للمسلم تعظيمًا لشعيرة مهمة من شعائر الله، }وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ{ [البقرة:196]. الحج فريضة يجب على کل مسلم أن يقوم بها مرة واحدة على الأقل في حياته إذا کان مستطيعًا لذلک }وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا{ [آل عمران: 97]، لذلک؛ يعد الحج الحدث الأکثر روحانية الذي يختبره المسلم في حياته، من خلال ممارسة الشعائر التي أمر بها الله في أيام مَعْلُومَاتٍ ومعدُودَاتٍ، في أکثر الأماکن قداسة في العالم الإسلامي، مکة المکرمة، لذا أصبح الحج وفريضته أعظم ما يرنو ويطمح إليه المسلمون في کافة بقاع الأرض.
انتظم حجاج المغرب في رکب الحاج المغربي. وقد ارتبط هذا الرکب منذ تکوينه بمصر، التي کانت محطة مهمة في طريقه للبقاع المقدسة ذهابًا وإيابًا، لذلک، کان المغاربة ينظرون إلى مصر باعتبارها مقرهم في الشرق، کونها واسطة العقد بين المشرق والمغرب الإسلامي موقعًا ومسافة، فيغادرونها لمکة المکرمة، ولغيرها من مراکز الثقافة المشرقية، ولکنهم يعودون للمرکز مرة أخرى.
بناءً عليه، يتناول البحث أثر رکب الحاج المغربي في تقوية الروابط والصلات بين مصر والمغرب في القرن الثامن عشر، من خلال بيان أهمية الرحلة الحجازية لدي المغاربة، ومناقشة دور الأزهر وعلماء مصر في تقوية الروابط العلمية بين المصريين والمغاربة، إضافة لرصد تفاعل العلاقات بين المصريين والمغاربة أثناء إقامة المغاربة في مصر، مع بيان أهم الجوانب السياسية والاقتصادية لرکب الحاج المغربي إبان تلک الفترة، من واقع کتب الرحلات الحجازية التي أَرَّخَت لأحداث رحلة الحج.
Abstract
Hajj is one of the five pillars of Islam central to Muslim belief, Hajj is the pilgrimage to Mecca that every Muslim must make at least once in their lifetime if they are able; it is the most spiritual event that a Muslim experiences, observing rituals in the most sacred places in the Islamic world. Mecca is the birthplace of the Prophet Muhammad. The sanctuary there with the Ka‘ba is the holiest site in Islam. As such, it is a deeply spiritual destination for Muslims all over the world; it is the heart of Islam. Hajj is the world’s largest transnational religious movement, listed as one of the religious pillars of the Islamic faith. Viewing hajj within the context of Islam’s continued global territorial expansion of the faith from the understanding of Islam and its participation in international relations. Hajj also has impacts on many specific areas of international relation perspective of international relations is of great benefit to a better. The pilgrims of Morocco were organized in the Moroccan pilgrim convoy, which has been linked since its formation with Egypt, which was an important stop on their way to the holy places back and forth, and the Moroccans formed an important component of the Egyptian pilgrimage convoy; Therefore, the Moroccans viewed Egypt as their headquarters in the East, as it is the mediator of the contract between the East and the Islamic Maghreb, as a location and a distance.                                                                                                                  

الكلمات الرئيسية


([1])  ابن منظور، محمد بن مکرم بن على أبو الفضل جمال الدين (ت 711ه): معجم لسان العرب، الجزء 11، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، د.ت، ص 279.
([1])  أحمد بن فارس بن زکريا أبو الحسين: معجم مقاييس اللغة، الجزء الثاني، تحقيق: عبد السلام هارون، الطبعة الأولى، دار الجيل، بيروت، 1411ه/ 1991م، ص 498.
([1])  مجدي وهبة، کامل المهندس: معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، الطبعة الثانية، مکتبة بيروت، بيروت، 1984، ص 17.
([1])  شوقى ضيف: الرحلات، الطبعة الرابعة، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص 8.
([1])  جبور عبد النور: المعجم الأدبي، الطبعة الأولى، دار العلم للملايين، بيروت، 1979، ص 122.
([1]) أغناطيوس يوليا کراتشکوفسکي: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة: صلاح الدين هاشم، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1963، ص 24.
([1]) اشتهر المغاربة بهذا الفن، واحتوت خزائن المکتبات المغربية بکتب خاصة سميت بکتب الرحلات، منها ما هو مخطوط، ومنها ما هو مطبوع ومحقق، وإن کان الغالب منها مخطوطًا. عبدالهادى التازى: أمير مغربي فى طرابلس 1143هــ/ 1731م، أو ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقى، د.ت، ص 115.
([1]) محمد بن مفرح الشرمان: رحلة الوزير الإسحاقى إلى الحجاز عام 1143هـ/1731م، تحقيق ودراسة النص الخاص بالحجاز، رسالة دکتوراه غير منشورة، قسم التاريخ، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملک عبد العزيز، 2012، ص 6.
([1])  عواطف بنت محمد يوسف نواب: کتب الرحلات فى المغرب الأقصى مصدر من مصادر تاريخ الحجاز فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر الهجريين، دراسة تحليلة نقدية مقارنة، دارة الملک عبد العزيز، الرياض، 1429هـــ، ص 29.
([1])  حرصت التراجم التى أرخت لکثير من العلماء المغاربة على ذکر عبارة أثيرة، عقب عودتهم من المشرق، وهي:" وکانت له رحلة إلى المشرق، وعاد بعلم غزير". حماه الله ولد السالم: الإسلام والثقافة العربية فى الصحراء الکبرى، دراسات ومراجعات، دار الکتب العلمية، القاهرة، 2010، ص 65، 71.
([1])  مصطفى الغاشي: الرحلة المغربية والشرق العثمانى محاولة في بناء الصورة، الطبعة الأولى، دار الانتشار العربي، بيروت، 2015، ص 205.
([1])  أبى سالم عبد الله بن محمد بن أبى بکر العياشي (ت 1090هــ): الرحلة العياشية 1661- 1663م، حققها وقدم لها: سعيد الفاضلي، سليمان القرشي، المجلد الأول، الطبعة الأولى، دار السويدي للطبع والنشر، أبو ظبي، 2006، ص 11.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: تاريخ العلاقات المغربية المصرية منذ مطلع العصور الحديثة حتى عام 1912، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1982، ص 34.
([1]) يرجع تأسيس رکب الحاج المغربي إلى أوائل عهد الدولة المرينية، هيأه السلطان يوسف بن يعقوب المريني (685- 706ه/ 1286- 1306م) عام 703ه، وبعثه للأراضي المقدسة، واستمر فى الذهاب للشرق حتى القرن التاسع عشر، وأصبح الرکب الرسمي في عهد الدولتين المرينية والعلوية، الأمر الذي أکسبه أبهة وجلالاً جعلاه يضاهى رکب مصر والشام، حيث اهتمّ المغاربة به اهتمامًا فائقًا، حکومة وشعبًا. محمد المنوني: من حديث الرکب المغربي، مطبعة المخزن، تطوان، 1953، ص16.
([1])  بالإضافة إلى الوفد الفاسي کان هناک ثلاثة وفود أخرى من بلاد المغرب، واحد من الجزائر، والثانى من تونس، والثالث من طرابلسِ. نفس المرجع والصفحة، ص 16.
([1])  ظهرت الدولة العلوية کقوة سياسية لها وزنها إثر انتفاضة سجلماسة التى قادها المولى الشريف. وقد بويع لابنه محمد بن الشريف، وهو المعروف في تاريخ الدولة العلوية بمحمد الأول، فى سجلماسة سنة 1050ه/1640م، وتعد فترة حکمه فترة انتقالية بين عهدين، عهد الحرکات الطائفية المتصارعة على الحکم نتيجة ضعف الدولة السعدية، وعهد انبعاث النظام الجديد، وبعد وفاة محمد الأول بويع لأخيه الرشيد (1664/1671م)، ويرجع الفضل للسلطان الرشيد فى ترسيخ أسس الدولة الناشئة، وتوحيد المغرب تحت سلطته. وقد بلغت الدولة أوج الازدهار والاستقرار فى عهد المولى أبا النصر إسماعيل بن الشريف (1671/1727م)، اهتم المولى إسماعيل ببناء جيش وطني قوى، وتمکن من استعادة الثغور المغربية التى وقعت فى قبضة الأجانب أواخر عهد الدولة السعدية. انظر، الإفراني، محمد الصغير (ت 1156هــ): نزهة الحادى بأخبار ملوک القرن الحادى، تحقيق: عبد اللطيف الشاذلى، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1419هــ/ 1998م، ص ص 229، 425.
([1]) أهل الحل والعقد: جماعة العلماء الذين کانت تتم على يدهم مبايعة السلاطين المغاربة مبايعة شرعية. يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 35.  البيعة في الإسلام هي الأسلوب الشرعي في تنصيب الحاکم (أمير المؤمنين) وهي أساس الدستور الإسلامي في تشکيل السلطة العليا لتسيير شؤون المسلمين. أما أهل الحل والعقد فهم الذين يمثلون الأمة في اختيار حاکمهم باعتبار أن هذا الأمر فرض کفاية على الأمة، يتصدرهم العلماء (أهل الاجتهاد) والرؤساء، ووجوه الناس وأعيانهم. لمزيد من المعلومات راجع، عبد الله بن إبراهيم الطريقي: أهل الحل والعقد: صفاتهم ووظائفهم، منشورات رابطة العالم الإسلامي، مکة، 2005، ص 18.
([1]) ـکان أول الرؤساء من بيت عديل الحاج محمد عديل، وکان من وجوه التجار، تولى إمارة رکب الحاج، وحج به عامًا أو عامين، کانت ولايته من بعد عام 1121هــ/ 1709م تقريبًا، ثم تولى بعد ذلک أولاده وأولاد أخيه، وهم: الشيخ عبد العزيز، الشيخ الخياط، الشيخ عبد القادر، ثم الشيخ الشاوى، فالشيخ عبد الخالق، وکان الشيخ محمد بن الشاوى، هو أخر من تقلد إمارة الحج من عائلة عديل، کانت ولايته عام 1162هــ/ 1748م، ثم تولى رئاسة الرکب بعد ذلک الحاج محمد الفلوسي عام 1166هـ، وهو أول من تولاها بعد آل عديل. محمد المنوني: مرجع سبق ذکره، ص31.
([1]) تازا: تعد حدًا ما بين المغرب الأوسط وبلاد المغرب، تقع شرق مدينة فاس، وهي على الطريق المار من المغرب إلى المشرق. الحميري، محمد بن عبد المنعم (ت 900هــ): الروض المعطار فى خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، مکتبة لبنان، بيروت، الطبعة الثانية، 1984، ص 128.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 36.
([1]) کان الطريق الصحراوي يربط المدن الصحراوية بجنوب المغرب الأقصى والأوسط "ليبيا"، کما ربط بينها وبين بلاد جنوب الصحراء خاصة مالي، وغانا، وبلاد السودان الغربي. بالإضافة إلى الطريق البري کان بعض الحجاج المغاربة يفضلون رکوب البحر للوصول إلى مصر، وکانت الرحلة البحرية تستغرق شهرًا من المغرب إلى الإسکندرية. لطفي ميلاد: قافلة الحج المغربي: تحولاتها وأبعادها خلال القرون الأخيرة في العصر الوسيط، مجلة بونة للبحوث والدراسات، الجزائر، 2010، ص 123. بمقارنة الباحثة لخط سير رحلة الرکب الفاسي في القرن الثامن عشر، بالرحلات السابقة عليه زمنيًا، کرحلة العبدري (ت بعد 700ه(التي تمت خلال القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، اتضح أن خط سير رحلة العبدري – تقريبًا- في القرن الثالث عشر هو نفسه خط سير رحلة الرکب الفاسي في القرن الثامن عشر، وعن تقسيم وتفصيل مراحل الطريق يقول رحالة من القرن الثامن عشر هو ابن الطيب الفاسي (ت1171ه): " وتقسيم العبدري جار على اصطلاح وقته، وهذا التقسيم هو الجارى على اصطلاح زماننا هذا). يصف العبدري خط السير بأنهم أخذوا طريق القوافل إلى تلمسان، فباجة، ثم تونس، وهي المحطة الرئيسة الثانية في الطريق بعد تلمسان، وبعدها خرج الرکب للقيروان ليصل إلى قابس، ثم إلى برقة وطرابلس. انظر، العبدري، أبى عبد الله محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن سعود العبدري (ت بعد 700ه): رحلة العبدري، المسماة الرحلة المغربية، تحقيق وتقديم: علي إبراهيم کردي، الطبعة الثانية، دار سعد الدين للطباعة والنشر، دمشق، 2005، بداية الرحلة ص 40 وما بعدها.
([1]) ابن زيدان، عبد الرحمن بن محمد السجلماسي (ت 1365هـــ): إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مکناس، الجزء الثالث، تحقيق: على عمر، الطبعة الأولى، الناشر: مکتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2008، ص 28.
([1]) تلمسان بکسرتين وسکون الميم وسين مهملة، وبعضهم يقول تنمسان بالنون عوض اللام ثانى أهم مدن الجهة الغربية بالجزائر بعد وهران. تتربع المدينة على هضبة، تتخللها أشجار الزيتون والکروم، بينها وبين وهران مرحلة، أما وهران فمدينة تقع على ساحل البحر بينها وبين تلمسان140 ميلًا. الحموي: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (ت 626ه): معجم البلدان، المجلد الثاني، دار صادر، بيروت، ص 44. الحسن بن محمد الوزان الفاسي: وصف أفريقيا، الجزء الثاني، ترجمة: محمد حجي، محمد الأخضر، الطبعة الثانية، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، الرباط، 1983،ص10.
([1]) بجاية: مدينة عتيقة بتونس تقع على منحدر جبل شاهق على ساحل البحر المتوسط، تمتاز بدورها وجوامعها الجميلة، ومدارس يکثر فيها الطلبة وأساتذة الفقه والعلوم، بالإضافة إلى زوايا المتصوفة والحمامات، والفنادق والمارستانات. نفس المصدر، ص 50.
([1]) قسنطينة: مدينة قديمة تقع على جبل شاهق، محاطة من الجنوب بصخور عالية، کانت تسمى بالحصن الأفريقي، لها طريقين يؤديان إليها، هما: سيدي راشد في الجهة الغربية، والمعروف بباب الجابية، وباب القنطرة في الجهة الشرقية. أحمد بن المبارک بن العطار (1790- 1870): تاريخ بلد قسنطينة، تحقيق وتعليق وتقديم: عبد الله حمادي، دار الفائز للطباعة والنشر والتوزيع، 2011، ص 30. وقد وصفها الورثيلاني (ت 1193ه) صاحب رحلة نِحلة اللبيب، والذي حل بها عام 1179ه/ 1765م، بأنها بها کثير من الدراويش، وفيها مساجد للجمعة، نحو خمسة، لا تخلو من العلم، غير أن تدريسه يکون في بعض الأوقات کالشتاء وأوائل الربيع. الحسين بن محمد الورثيلاني: الرحلة الورثيلانية، الموسمة بنزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار، المجلد الأول، مکتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2008، ص130.
([1]) باجة: هي بلد بإفريقية (شمال تونس)، تعرف بباجة القمح، لکثرة حنطتها، وهي مدينة کثيرة الأنهار، وأرضها سمراء مشققة، تجود فيها جميع الزروع، وحولها بساتين عظيمة. الحموي: المجلد الأول، مصدر سبق ذکره، ص 314.
([1]) سوسة: مدينة ساحلية کبيرة عتيقة، يحيط بها أسوار جميلة، والمدينة نفسها أنيقة، وموقعها حسن. أهل سوسة مهذبون آدميون، يقبلون الغريب بحفاوة، وجلهم بحارة في السفن التجارية الذاهبة إلى الشرق أو إلى ترکيا. الوزان: مصدر سبق ذکره، ص 83.
([1]) صفاقس: مدينة عتيقة على ساحل البحر المتوسط، وهي مدينة کبيرة محاطة بأسوار عالية، ومعظم الصفاقسيين نساجون وبحارون وصيادون، يذهب بعضهم بسفنهم ليتجروا في مصر وترکيا. نفس المصدر،ص 87.
([1]) قابس: مدينة کبيرة جدًا على ساحل البحر المتوسط، تحيط بها أسوار عالية کبيرة، ويجرى جدول ماء صغير قرب المدينة. نفس المصدر، ص 91.
([1]) برقة: بفتح أوله والقاف: اسم صقع کبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسکندرية وإفريقية، والمسافة بين الإسکندرية وبرقة مسيرة شهر. الحموي: المجلد الأول، مصدر سبق ذکره، ص388.
([1]) طرابلس الغرب: بلدة تقع بسواحل إفريقية الشمالية، تقع في سهل رملي مغروس بنخل، يحدها من الجنوب الصحراء الکبرى، وشرقًا الحدود المصرية، وشمالًا البحر الرومى (المتوسط)، وغربًا تونس. وبخارج البلد محارس قديمة، ومساجد کثيرة مشهورة بالبرکة والفضل، وأسواقها منسقة مفصول بعضها عن بعض بحسب الحرفة، وليس بها سقايات ولا آبار، وإنما فيها خزانات، سکانها يتعاطون التجارة بکثرة، لأن المدينة قريبة من نوميديا وتونس دون أن توجد مدينة غيرها حتى الإسکندرية. أحمد النائب الأنصاري: المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب، مکتبة الفرجاني، طرابلس الغرب، ليبيا، ص 7. الورثيلاني: مصدر سبق ذکره، ص 200. الوزان: مصدر سبق ذکره، ص 97، 98.
([1]) ابن زيدان: إتحاف أعلام الناس، ص 28.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 36.
([1]) العياشي، عبد الله بن محمد بن أبى بکر (ت 1090هـ): رحلة العياشي الحجية الصغرى، الموسومة بــ: تعداد المنازل الحجازية أو التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الضرورة إليه فى طريق الحجاز،1658م / 1068 هــ، تحقيق: عبد الله حمادي الإدريسى، دار الکتب العلمية، بيروت، 2013، ص 79.
([1]) أبى سالم عبد الله بن محمد بن أبى بکر العياشي (ت 1090هــ): من العلماء المغاربة الذين جمعوا بين علوم الظاهر والتصوف. کان مولعًا بالرحلة للشرق لأداء فريضة الحج والاستفادة من أهل العلم والتصوف، وقد سجل له التاريخ ثلاث رحلات حجية، الرحلة الأولى عام 1059هــ/1649م، الرحلة الثانية عام 1064هــ/1654م، الرحلة الثالثة والأخيرة التي کان مبدؤها عام 1072هــ/ 1661م، ومنتهاها عام 1074هــ/ 1664م، وهي المعروفة بماء الموائد. وقد جاور في الحرمين، وفي القدس والخليل. أسند إليه التدريس والإفتاء بفاس. تعتبر رحلة العياشي مصدرًا لکثير ممن جاء بعده من الرحالة المغاربة، يکاد رحالة القرن الثامن عشر أن ينقلوا منها نصًا وبالصفحات، فلم يتغير الکثير مما وصف العياشي وسجل، لذلک وصف بأنه إمام المرتحلين في زمانه. نفس المصدر، ص 10.
([1]) أنبابة أو" أمبابة " هى مدينة على ساحل النيل لها أسواق ووکائل، وهي فى الجانب الغربي فى مقابلة مدينة بولاق بالجانب الشرقى. نفس المصدر، ص 79. الجدير بالذکر، أن الباحثة قد استعانت في غير موضع برحلة العياشي بالرغم من أن رحلاته الحجازية کانت بعد منتصف القرن السابع عشر، أولًا، لقرب العهد بين رحلات العياشي والضابط الزمنى للبحث، واستمرارية کثير من الأمور على حالها کما يتضح فيما جاء في کتب الرحلات الحجازية في القرن الثامن عشر من نفس الوصف لمصاعب الطريق ومسار الرحلة، ثانيًا، للدلالة على تشابه رؤية الرحالة المغاربة لأمور بعينها في مصر، ورصد تشابه مشاعرهم حين وصولهم لأعتاب مصر، بعد عناء الطريق، وسوف يظهر ذلک في المواضع التي استشهدت بها الباحثة برحلة العياشي ثم ألحقتها برحلة الشيخ ابن ناصر الدرعي ورحلة الحضيکي، وهما من رحالة القرن الثامن عشر، ثالثًا، لأن بعض الرحلات الحجازية السابقة على القرن الثامن عشر تم الاستشهاد بها کثيرًا في رحلات القرن الثامن عشر، سواء للموافقة أو المعارضة لمشاهدات وأمور تعرض لها صاحب الرحلة في مصر، وهو ما أرادت الباحثة بيانه وتوضيحه.
([1]) العياشي، المصدر السابق، ص 220.
([1]) کانت بداية الرحلة الناصرية کانت يوم الخميس 24 جمادى الأولى 1121ه/ 21 يوليو 1709، وتاريخ العودة تم يوم الخميس 6 رمضان 1122ه/ 19 أکتوبر 1710م. وقد استغرقت الرحلة في مجموعها خمسة عشر شهرًا وستة أيام. أبو العباس، أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت 1129ه): الرحلة الناصرية 1709- 1710، حققها وقدم لها: عبد الحفيظ ملوکي، الطبعة الأولي، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبوظبى، 2011، ص256.
([1]) الحضيکي، أبى عبد الله محمد بن أحمد الحضيکي السوسي(ت1189هــ): الرحلة الحجازية، ضبط وتعليق: عبدالعالى لمدبر، الطبعة الأولى، مرکز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، الرباط، 1432هــ/2011م، ص91.
([1]) محمد الطيب عرف بابن محمد بن موسى الفاسي المعرف بالشرقي(ت1171ه)، والشرقي نسبة إلى شراقة، وهي على مرحلة من فاس. هو الشيخ الامام المحدث المسند اللغوي، نزيل المدينة المنورة. کان من أئمة أهل اللغة في وقته، محققًا متضلعًا في کثير من العلوم. ولد بفاس سنة 1110ه ونشأ بها، کان واسع الإطلاع، وله من الشيوخ ما يقارب المائة وثمانين شيخًا، وله شيوخ بالمشرق، رحل إلى الشرق للحج، وأقام بمکة سنين، وانتفعت منه الطلبة هناک، ثم رجع إلى مصر، وأخذ عنه في مصر خلق کثيرون، من مؤلفاته: حاشية على القاموس، وکتاب (المسلسلات) في الحديث، والرحلة الحجازية الأولى والثانية. وقد أدى حجته التي ألف عنها سنة 1139ه. خير الدين الزرکلي: الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، الجزء السابع، دار العلم للملايين، بيروت، 1989، ص 47.
([1]) محمد الطيب عرف بابن محمد بن موسى الفاسي المعرف بالشرقي(ت1171ه): رحلة ابن الطيب من فاس إلى مکة المکرمة، تحقيق: عارف أحمد عبد الغنى، دار العراب للدراسات والنشر والترجمة، دمشق، 2014، ص 142.
([1]) الزياني (ت 1249هــ)، أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم: الترجمانة الکبرى فى أخبار المعمورة برًا وبحرًا 1147- 1249هــ/ 1734- 1833م، حققه وعلق عليه: عبد الکريم الفيلالى، الطبعة الثانية، دار نشر المعرفة للتوزيع والنشر، الرباط، 1991، ص 208.
([1]) استمرت الوکائل التجارية في القرن الثامن عشر کما القرن السابع عشر مکانًا مفضلًا يأوى إليه التجار من رکب الحج المغربي. الرحلة الناصرية، مصدر سبق ذکره، ص 257.
([1]) عبدالهادى التازى: أمير مغربى فى طرابلس 1143هــ/ 1731م، أو ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقى، د.ت، ص 115.
([1]) عواطف بنت محمد يوسف نواب: مرجع سبق ذکره، ص 29.
([1]) کانت الصلات بين سلاطين المغرب وعلماء المشرق تأتى من جانب آخر في إطار المنافسة السياسية مع العثمانيين المسيطرين على المشرق، وانعکاساتها المختلفة، في إطار تأکيد دورهم کأمراء للمؤمنين، واستحقاقهم لذلک بحکم نسبهم الشريف. محمد نبيل ملين: السلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب، جامعة محمد الخامس، منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط، 2013، ص53.
([1]) نفس المرجع والصفحة.
([1]) السلطان أبا النصر إسماعيل بن الشريف الحسني العلوي (1082- 1139هــ/ 1672- 1727م)، بويع له بفاس بعد وفاة أخيه الرشيد. يصفه مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان، بأنه نهض بأعباء الخلافة وأحسن السيرة وضبط الأمور، وتمهدت له البلاد، ودان له قريبها وبعيدها. يرجع إليه الفضل في إرساء معالم الدولة الحديثة بالمغرب الأقصى، حيث اهتمَّ بالعمارة وتشييد القصور والحدائق والمدارس، کما اهتمَّ بوقف الأوقاف، وکان يقدر العلم ويعلى من شأن العلماء، يصفه معاصروه بأنه من أعظم الساسة في عصره، أمنت البلاد والعباد فى عهده بما لم يتقدم فى أيام غيره من الملوک. وفي عهده تم تحرير الکثير من الثغور المغربية من الاحتلال الأجنبي، حيث استطاع أن يسترجع (المعمورة) من إسبانيا عام 1092هـــ/ 1681م، ويحرر (طنجة) من سيطرة بريطانيا عام 1100هــ/ 1689م. لمزيد من المعلومات انظر، عبد الرحمن بن زيدان: المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف، تقديم وتحقيق: عبدالهادى التازي، الطبعة الأولى، مطبعة إذيال، الدار البيضاء، 1993، ص46. عبد الرحمن بن زيدان: الدرر الفاخرة بمآثر الملوک العلويين بفاس الزاهرة، المطبعة الاقتصادية، الرباط، 1937، ص 29.
([1]) السلطان عبد الله بن إسماعيل، بويع له في فاس عام 1141هــ/ 1729م، وتوفى بفاس عام 1171هــ/ 1757م، کان له حزم وعزم وقوة. تمکن من الاحتفاظ بالعرش بالرغم من الثورات التي قامت ضده، وجددت بيعته مرارًا. شهدت فترة حکمه الکثير من الاضطرابات الداخلية. نفس المصدر، ص 52.
([1])  محمد المنونى: مرجع سبق ذکره، ص23.
([1])  محمد بن عبد الله بن إسماعيل، ولد فى مدينة مکناس سنة 1134هــ/ 1721م، بويع له فى فاس عام 1171هــ/ 1757م، توفى عام 1790م. وجهت إليه منذ صغره عناية خاصة من جدته الأميرة خناثة بنت بکار، التى أصبح الأمير الصغير محط رعايتها واهتمامها، وقد اصطحبته معها في رحلتها الحجية التي قامت بها عام 1143هــ/ 1730م، وکان لهذه الرحلة أثر کبير فى حياته، خاصة بعد توليه الحکم، حيث کان اهتمامه بهذه الديار کبيرًا، ظهر ذلک فى إرسال أبنائه للحج، على رأس بعثات سياسية، للتباحث مع شرفاء مکة. تولى الحکم وهو فى الخامسة والعشرين من العمر خلفًا لوالده، ويٌعد من أعظم ملوک الدولة العلوية، ازدهرت أيامه بالعلم والعلماء، کما ازدهرت بالعمران والرخاء والاستقرار، والاصلاحات القضائية والاقتصادية. لمزيد من المعلومات انظر، عبد الرحمن بن زيدان: الدرر الفاخرة، ص 55. الزياني: الترجمانة الکبرى،ص13.
([1])  يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 118.
([1]) خناثة بنت بکار بن على بن عبد الله المغافري: هى الفقيهة، العالمة، الأديبة، الأميرة (خناثة بنت الشيخ بکار المغافري الشنقيطي)، زوج السلطان (إسماعيل بن الشريف)، وأم السلطان (عبد الله بن إسماعيل)، وجدة السلطان (محمد بن عبد الله). کانت الأميرة خناثة من العالمات اللائي أسهمن في حياة المغرب الثقافية، فقد کانت حافظة للقرآن بقراءاته، وعالمة بالحديث. کانت محل ثقة المولى إسماعيل، وکان لها رأى وتدبير مع زوجها السلطان، تتوسط في حوائج الناس، ويقصد بابها ذوو الحاجات، وکانت في ذلک رکنًا من الأرکان، کما کان لها أدوارًا سياسية إبان الفترة التي حکم فيها ابنها السلطان عبد الله، توفيت بفاس في جمادي الأولى عام 1159هــ، ودفنت بروضة الأشراف. لمزيد من المعلومات انظر، عبد السلام بن محمد بن عبد الله العلوي (ت 1227 هـ): درة السلوک وريحانة العلماء والملوک، دراسة وتحقيق: نبيلة حمدون، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالک السعدي، تطوان، 1438هـ/ 2014م، ص 26. ابن زيدان: إتحاف أعلام الناس،ص 26.
([1]) أبو محمد سيدي الشرقي ابن محمد الإسحاقي، تختلف المصادر في ضبط اسمه، وکذا في تحديد تاريخ وفاته. والثابت من خلال رحلته، التي تعد الأثر الفکري الفريد للإسحاقي، هذا الاسم الذى عرفناه به، بينما تمت الإشارة إليه في وثيقة تحبيس المجلد الذى کتبت فيه الرحلة على جامع القرويين المرفقة بنص الرحلة، بسيدي الشرقي الإسحاقي، کما ثبت هذا الاسم في الإجازات العلمية التي حصل عليها من علماء المشرق، وفى مقدمتهم الشيخ محمد بن أحمد عقيلة، الذى أجازه بالحديث المسلسل، وفى الإجازة سماه بمحمد الشرقي الإسحاقي، أما الشيخ محمد الطبري إمام المقام الخليلي، فقد سماه في إجازته بمحمد الشرقي ابن محمد الإسحاقي المغربي المالکي. محمد البغيال: صورة المجتمع المصري خلال القرن الثامن عشر الميلادي في رحلة الوزير الإسحاقي، دورية کان التاريخية، العدد الرابع والثلاثون، ديسمبر 2016، ص 72. خدم الإسحاقي في سلک المخزن، حيث تولى خطة الکتابة والوزارة في عهد المولى إسماعيل، وکذلک في عهد ابنه المولى عبد الله، وهي من المناصب التي اختص بها العلماء. کان الإسحاقي متبحرًا فى علوم اللغة والفقه والحديث والسيرة النبوية والتاريخ والأنساب، فضلًا عن ميوله الأدبية، وهو ما انعکس على الأسلوب الذي صاغ به رحلته للشرق. انظر، الإسحاقي، أبي محمد سيدي الشرقي ابن محمد الإسحاقي (ت بعد 1150هــ): رحلة الوزير الإسحاقي الحجازية، دراسة وتحقيق: محمد البغيال، أطروحة لنيل درجة الدکتوراه، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة عبد المالک السعدي، تطوان، 2014، ص 177.
([1])  عبد السلام بن محمد بن عبد الله العلوي: درة السلوک، ص 43.
([1])  محمد بن عبد العزيز الدباغ: نصوص وهوامش: رحلة الوزير الشرقي الإسحاقي إلى الحجاز، مجلة العرب، المجلد 20، العدد العاشر، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، 1985، ص 653.
([1])  مصطفى الغاشي: مرجع سبق ذکره، ص 205.
([1]) کان توقيت قيام الأميرة خناثة برحلتها الحجية بالغ الدلالة، ففي عام 1141ه، أعلن أهل فاس خلع بيعة ولدها المولى (عبد الله)، وعزموا على الحرب، ولما سمع السلطان بخبرهم تهيأ لغزوهم، وخرج من مکناسة في الخامس والعشرين من شوال 1141ه، ونزل على فاس، وأطلق يد جيشه لمحاربة أهلها، واستمر حصارها حتى عام 1142ه، ولما اشتد الهرج، وانعدمت الأقوات بعث الناس إلى السلطان في الصلح، وتم الصلح بحضور جماعة من أشراف فاس وعلمائها مجلس السلطان، ثم ارتحل السلطان في العشرين من ربيع أول إلى مکناس بعد أن عين واليًا على المدينة، وفى نفس هذا العام هيأ بعث ولده وأمه إلى الحج. قد يکون هذا تأکيدًا لسيادته على المدينة الثائرة التي کانت مقر رکب الحاج المغربي الرسمي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى استثمار الوفد المرافق لوالدته في الاتصال بحکام الشرق. لمزيد من المعلومات انظر، أبو العباس أحمد بن خالد الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، الدولة العلوية، الجزء السابع، تحقيق وتعليق: جعفر الناصري، محمد الناصري، دار الکتاب، الدار البيضاء، 1997، ص 131.
([1]) کان السلطان محمد بن عبد الله کما قال صاحب الاستقصا يحب الفخر، ويعنى به، وله رغبة في توطيد مرکزه وعلاقاته بأشراف مکة، لما لهم من شرف ونسب، بالمحل الذي أکرمهم الله له بلدًا ومحتدًا، لذلک انعقد الصهر بين السلطان محمد بن عبد الله وبين سلطان مکة الشريف سرور. الناصري: الاستقصا، الجزء الثامن، ص 34. محمد المنوني: مرجع سبق ذکره، ص 20.
([1]) لم تقف الباحثة - بعد بحث في عدد من المصادر- على ترجمة للأميرتين لالة لبابة ولالة حبيبة سوى أنهما کريمتا السلطان المولى محمد بن عبد الله، ويبدو أنهما لم يکن لهما أدوارًا سياسية کبعض البارزات من نساء المشرق والمغرب الإسلامي، ربما يعود ذلک للطبيعة المتحفظة للبيئة وما تفرضه من قواعد على النساء في شبه الجزيرة العربية، لاسيما فى قلب مدينتها المقدسة مکة المکرمة.
([1]) الشريف سرور: هو سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن أبى نمي الأصغر الحسني الهاشمي القرشي، تولى إمارة مکة المکرمة وعمره ثمانى عشرة سنة. استطاع الشريف سرور أن ينظم أمور الحجاج الداخلية والخارجية، کما نظم أمور القبائل، وضرب على أيدي العابثين. وکان يميل إلى العمران، وله مشاريع عمرانية في مکة المکرمة. وظل سرور على أمره في مکة الى أن توفي في 18 ربيع الثاني في سنة 1202ه، عن عمر لم يتجاوز خمس وثلاثين عامًا، بعد أن حکم مکة نحو خمس عشرة سنة ونصف السنة. لمزيد من المعلومات انظر، أحمد بن زيني دحلان: تاريخ أشراف الحجاز، خلاصة الکلام في بيان أمراء البلد الحرام، الطبعة الأولى، تحقيق: محمد أمين توفيق، دار الساقي، 1993، ص 218.  عارف عبدالغنى: تاريخ أمراء مکة المکرمة من 8هــ إلى 1344هــ، الطبعة الأولى، دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1413هــ/ 1992م، ص 815.
([1]) لم تقف الباحثة على ترجمة لإبن الشريف سرور الذي تزوج الأميرة لالة حبيبة، رغم أن المصادر المغربية – التي عاينتها الباحثة- أفصحت عن اسم زوجه إلا أنها صمتت عن اسمه، واکتفت بالإشارة إليه على أنه ابن الشريف سرور، والراجح أنه الشريف يحيى بن سرور الابن الأکبر للشريف سرور. الناصري: الاستقصا، الجزء الثامن، ص 34.
([1]) محمد المنوني: مرجع سبق ذکره، ص 20. عبدالهادى التازى: أمير مغربي فى طرابلس، ص 19.
([1]) الشيخ الدردير: هو، أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد العدوي المالکي الأزهري الخلوتي الشهير بالدردير، ولد سنة 1127هـ فى بنى عدى، حفظ القرآن، وحبب إليه طلب العلم، فورد الأزهر الشريف، وأفتى فى حياة شيوخه، وله مؤلفات منها شرح مختصر خليل، وأقرب المسالک لمذهب مالک، ورسالة فى متشابهات القرآن، يصفه الجبرتى بأنه سليم الباطن، مهذب النفس، کريم الأخلاق، العالم العلامة، أوحد وقته فى الفنون العقلية والنقلية، شيخ أهل الإسلام. الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتى: عجائب الآثار فى التراجم والأخبار، الجزء الثاني، المطبعة العامرية، القاهرة، 1322هــ، ص158.
([1]) نفس المصدر والصفحة.
([1]) محمد المنوني: مرجع سبق ذکره، ص24.
([1]) عبد الرحمن بن زيدان العلوي: العلائق السياسية للدولة العلوية، تقديم وتحقيق: عبد اللطيف الشاذلي، المطبعة الملکية، الرباط، 1999، ص 64.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزيان: مرجع سبق ذکره، ص 104.
([1]) عبد الرحمن بن زيدان: الدرر الفاخرة، ص 62.
([1]) عبدالهادى التازى: مکة فى مائة رحلة مغربية ورحلة، الجزء الأول، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامى، الرياض، 2005، ص 251.
([1]) عبد الهادي التازي: مکة في مائة رحلة مغربية، ص 251.
([1]) الهشتوکي، أحمد بن محمد بن داود بن يعزى بن يوسف الجزولي التملي. متصوف فقيه مالکي ممن نزل بدرعة (في صحراء المغرب) وأقام في الزاوية الناصرية، وتوفي بها. قال الحضيکي: کان يدور على صالحي سوس زمانًا طويلًا، وجمع من مناقبهم کتبا کثيرة، منها فهرسة سماها «قرى العجلان في إجازة بعض الأحبة والإخوان» و«التحفة» في النحو، کتابان مبسوط ومختصر، و«اللؤلؤ والمرجان في تحريم الدخان» أرجوزة. انظر، محمد بن أحمد الحضيکي: طبقات الحضيکي، الجزء الأولى، تقدسم وتحقيق: أحمد بومزکو، الطبعة الأولي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2006، ص 83.
([1]) الرحلة موجودة بخطه في خزانة الرباط. الزرکلي: الأعلام، الجزء الأول، ص 240.
([1]) أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن ناصر الدرعي، المغربي، المالکى الشاذلي، الأشعري، الصوفي، المدعو بالخليفة (١٠٥٧ - ١١٢٩ه‍/ ١٦٤٧ - ١٧١٦م). شيخ الزاوية الناصرية. تربى في أحضان أسرة اشتهرت بالعلم والتصوف. کان الشيخ إمام وقته علمًا وعملًا، ملمًا بعلوم الفقه والکلام والحديث والتصوف. أدى تعلمه وسفره المبکر إلى المشرق، حيث سافر لأداء فريضة الحج مع والده في سن التاسعة عشرة، إلى تکوينه تکوينًا متعدد المشارب، وأکسبه حنکة وخبرة بالناس، مما انعکس على رؤيته للناس وأحوالهم، وطبيعة المجتمعات فيما کتب في رحلاته الحجازية. الرحلة الناصرية (1709- 1710م): مصدر سبق ذکره، ص 19.
([1])  الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص294.
([1])  العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الجزولي الحضيکي السوسي: هو الحضيکي الشهرة، الشاذلي الطريقة، ولد فى مدينة مدشر ترسواط، فى قبيلة أمانوز بسوس جنوب المغرب، نشأ فى حجر والده يلقنه مبادئ الدين، وحفظ القرآن الکريم، درس فى المدرسة الماسية بسوس، وتخرج منها. ارتحل للشرق فحج وزار، وله فهرسة ذکر فيها شيوخه وأسانيدهم وجهتهم. کان ورعًا وعالمًا، متبعًا للسنة، أخذ فى کل فن من فنون العلم بنصيب، بلغ الدرجة العليا فى علم اللغة، کما کان عارفًا بالتاريخ. توفى فى ليلة السبت من شهر رجب عام تسعة وثمانين ومئة ألف، 1189هــ الموافق سنة 1775م. انظر، العباس بن إبراهيم السملالى: الإعلام بمن حل مراکش وأغمات من الأعلام، الجزء السادس، الطبعة الثانية، المکتبة الملکية، الرباط، 2001م، 1422هــ، ص 82. عبد الله مرابط الترغي: فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة، منهجيتها- تطورها- قيمتها العلمية، جامعة عبد الملک السعدي، الطبعة الأولي، 1999، ص 409.
([1])  محمد الفاسي: الرحالة المغاربة وآثارهم، مجلة دعوة الحق، العدد 16، يناير 1959، ص35.
([1]) الحضيکي: الرحلة، مصدر سبق ذکره، ص35.
([1]) نفس المصدر، ص 23.
([1]) نفس المصدر، ص 24، 188.
([1]) جمع الحضيکى خلال رحلته للمشرق العديد من الکتب النفيسة، ورجع بعد تحصيل العلوم فى مصر إلى وادي إيسى، وبنى المدرسة الفلالية، واشتغل فيها بنشر العلم وبثه، وأسس مکتبة علمية، صارت فى ذلک الوقت من أشهر مکتبات المنطقة، التى تحتوي على رصيد مهم من المخطوطات، کما أخذ عن الحضيکي جمع غفير من العلماء المغاربة. الحضيکي: الرحلة، ص 188.
([1]) هو محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينى، أبو الفيض، الملقب بمرتضى الزبيدى، (ت 1205هــ)، الواسطى العراقى أصلًا، الهندي مولدًا، الزبيدي تعلمًا وشهرة، المصري وفاة، الحنفيّ مذهبًا، القادري إرادة، النقشبندي سلوکًا، الأشعري عقيدة. کان الزبيدي علامة باللغة والحديث والرجال والأنساب، من کبار المصنفين، خلف عددًا کبير من المؤلفات، من أشهرها تاج العروس في شرح القاموس، وکشف اللثام عن آداب الإيمان والإسلام، وغيرها الکثير. وُصف الزبيدى بأنه لم يأت بعد الحافظ ابن حجر وتلاميذه أعظم منه اطلاعًا ولا أوسع رواية. لمزيد من المعلومات انظر، عبد الحي بن عبد الکبير الکتاني: فهرس الفهارس والأثبات، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، اعتناء: إحسان عباس، الجزء الأول، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1982، ص527، 528.
([1]) الجبرتي: مصدر سبق ذکره، الجزء الثانى، ص 213.
([1]) اشتهر الشيخ أحمد الفاسي بالورع والزهد والحکمة، تقلد القضاء، وقبله کرهًا، وکانت فتاويه مسددة، وأحکامه مؤيدة، ولما توفى سلطان المغرب ووقع الاختلاف والاضطراب بين أولاده، اجتمع الخاصة والعامة على رأيه فاختار المولى سليمان، وبايعه على الأمر بشرط السير على الخلافة الشرعية والسنن المحمدية، ولم يزل الشيخ على سيرته الحميدة حتى توفى فى سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف. نفس المصدر، ص 258.
([1]) الإمام أحمد بن الحسن بن عبد الکريم بن محمد بن کريم الدين الخالدي الشافعي الأزهري الجوهري، وهو فقيه شافعي، من الأئمة المحدثين فى مصر فى القرن الثامن عشر الميلادى کان جد والدته الشيخ عمر العمري التونسي المغربي شيخ رواق المغاربة في منتصف القرن السابع عشر الميلادي. الجبرتي: عجائب الآثار، الجزء الثالث، ص 164. الزرکلي: الأعلام: الجزء السادس، ص 16.
([1]) حسن بن إبراهيم بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الجبرتي (1110ه- 1698م/ 1188ه – 1774م) کان من أعلام علماء الأزهر في عصره، ويقوم بالتدريس فيه، کانت مکتبته عامرة بالکتب القيمة والمخطوطات النادرة، کما کانت دوره آهلة في کل وقت بالعلماء والمجاورين. الجبرتي: الجزء الثانى.
([1]) عبد الرحمن بن مصطفى بن شيخ بن مصطفى بن زين العابدين بن عبد الله الشافعي الحسيني اليمني الشهير بالعيدروس (ت 1192ه): ولد باليمن (1135ه). قام بالعديد من الرحلات إلى أقطار کثيرة، ارتحل إلى مصر وتوطنها واستقبله أهلها (1158ه)، کان يوصف بالاستاذ العارف الکامل العالم العامل أحد الأولياء الراسخين والأصفياء العارفين العلامة الحبر المحقق النحرير صاحب الکرامات، له تصانيف کثيرة تزيد على الستين، بين منثور ومنظوم، تنوعت مواضيعها بين الحديث والتصوف والتراجم والرحلات، منها، النفحة الأنسية في بعض الأحاديث القدسية، الجواهر السبحية على المنظومة الخزرجية. انظر، أبو الفضل، محمد خليل بن علي بن محمد مراد الحسيني(1206ه): سلک الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، الجزء الثاني، دار البشائر الإسلامية، 1408ه/1988م، ص 328. الجبرتى: الجزء الثالث،ص 17.
([1]) الجبرتى: الجزء الثانى، ص 258.
([1]) نفس المصدر والصفحة.
([1]) التاودي بن سودة: هو أبو عبد الله محمد التاودى بن الطالب بن سودة المري الفاسي، ولد بفاس عام 111ه/1700م ونشأ بها منکبًا على طلب العلم والتحصيل. وهو فقيه المالکية، وشيخ الجماعة بفاس. کان مقدماً في کثير من علوم الشريعة، محققا لها، متضلعا فيها، لا سيَّما التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والتصوف، والکلام، والمنطق، وتخرج على يديه علماء کثر، کان مجتهدًا في العبادة، حسن الخلق، محبا لآل البيت، شديد الاعتناء بأمور الناس، ووصفه صاحب الشجرة بـخاتمة المحققين الأعلام. توفى 1209هــ. لم يضع الشيخ التاودي کتابًا عن الرحلة إنما أعد کتاب عن فريضة الحج ومناسکها. يعد کتاب “مناسک الحج”، للتاودي من أفضل ما کتب حول مناسک الحج. وهذا الکتاب توجد منه نسخ کثيرة في الخزائن المغربية منها، نسخة بالخزانة الحسنية تحت رقم: 4641. لمزيد من المعلومات انظر، جعفر بن إدريس الکتاني: سلوة الأنفاس ومحادثة الأکياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، تحقيق: عبد الله الکتاني، حمزة بن محمد الطيب الکتاني، محمد حمزة ابن علي الکتاني، دار الثقافة، الطبعة الأولى، 1425ه/ 2004م، ص 113. محمد مخلوف: شجرة النور الزکية في طبقات المالکية، علق عليه: عبد المجيد خيالي، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمية، بيروت، 2003، ص 534.
([1])  عبد الله المرابط الترغى: مرجع سبق ذکره، ص 294.
([1]) عبد الحي المالکي: فهرس الفهارس، الجزء الأول، ص 188.
([1]) أبو الحسن علي بن أحمد بن مکرم الصعيدي العدوي ( 1112- 1189ه/1700- 1775م) تولى الشيخ التدريس بالأزهر، کما تولى مشيخة رواق الصعايدة. وهو فقيه محقق مجتهد، اشتغل بالحديث وعلومه. يصفه الجبرتي بأنه شيخ مشايخ الإسلام، عالم العلماء الأعلام، إمام المحققين، وعمدة المدققين. أغلب مصنفات الشيخ حواش على متون، مثل: حاشية على کفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني، حاشية على شرح العزية للزرقاني، وله رسالة فيما تفعله فرقة المطاوعة من المتصوفة من البدع کالطبل والرقص. الزرکلي: الأعلام، الجزء الرابع، ص260.
([1]) أحمد عبد المنعم بن صيام الدمنهورى، شيخ الأزهر في الفترة بين (1182-1190هـ / 1767 - 1776م) وکان عالما في الطب علاوة على علوم الدين.  درس الفقه على المذاهب الأربعة، حتى أطلق عليه المذاهبي. قام بتدريس کتب التفسير والحديث والمواريث الفقه والعلوم الحکمية وعلم الأصول والقراءات والتصوف والنحو والبلاغة، والهندسة والفلک والفلسفة والمنطق والطب. هابته الأمراء؛ لکونه کان قوّالا للحق، أمَّارًا بالمعروف، سمحًا بما عنده من الدنيا، وقصدته الملوک من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة، وسائر ولاة مصر کانوا يحترمونه، وکان شهير الصيت عظيم الهيبة. وتوفي بعد أن تجاوز التسعين من عمره، في يوم الأحد الموافق (10 رجب 1192هـ - 4 أغسطس 1778م). الجبرتى: عجائب الآثار، الجزء الثالث، ص ص 169- 170.
([1]) هو الشيخ العلامة محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر المالکي الأزهري، المعروف بالأمير، أخبر الشيخ الأمير بنفسه بأن أصولهم من المغرب، تتلمذ على الشيخ الأمير وأخذ عنه ما لا يحصى کثرة من طلبة العلم، قام بتدريس فقه المذاهب الأربعة، والقراءات، والهندسة، والفلک. تصدر لإلقاء الدروس في حياة شيوخه، ونما أمره واشتهر فضله، وشاع ذکره في الآفاق؛ وخصوصًا بلاد المغرب، وکانت تأتيه الصلات من سلطان المغرب في کل عام، ووفد عليه طلاب العلم للأخذ عنه والتلقي منه، وتوجه في بعض القضايا إلى دار الخلافة العثمانية، وألقى هناک دروسًا حضره فيها علماؤهم وشهدوا بفضله واستجازوه وأجازهم بما هو مجاز به من أشياخه.  الجبرتى، الجزء الرابع، ص ص 441، 442.
([1]) عبد الحي المالکي: فهرس الفهارس، الجزء الأول، ص257.
([1]) أبو القاسم بن أحمد بن علي بن إبراهيم الزياني (1147- 1249هــ/ 1734- 1833م) وزير ومؤرخ الدولة العلوية، ولد فى مدينة فاس، وکان جده عليًا إمامًا بقصر المولى إسماعيل، لقب أبي القاسم بذى الوزارتين، وکذا مؤرخ الدولة العلوية. قام بأسفار کثيرة وزار مناطق عديدة مثل ترکيا ومصر وسوريا وسواحل أوروبا الجنوبية، واستطاع أن يکتب خمسة عشر مصنفًا کبير الحجم. وترجع شهرته الجغرافية إلى کتابه في أدب الرحلات (الترجمانة الکبرى). وقد أتم کتابه (الترجمانة) فى سن السادسة والثمانين، أى سنة 1233هــ. أبو القاسم الزيانى: مصدر سبق ذکره، ص 27 .
([1]) المقصود هنا محمد بک أبى الدهب: أحد مماليک على بک الکبير، وساعده الأيمن. حين تولى منصب الخازندار من شدة فرحه قام بتوزيع الهبات والعطايا الذهبية على الفقراء والعامة، ومن هنا لقب بمحمد بک أبى الذهب، تولي زمام الأمور في مصر ونصب نفسه شيخًا للبلد (سنجق بک) بعد خروجه على أستاذه على بک ونجاحه فى أسره. توفى بعکا سنة 1775، ونقل جثمانه للقاهرة، ودفن فى مسجده المواجه للأزهر، وهو المسجد الذي کان الزيانى يتردد على خزانة الکتب به، وهي کتب جمعها محمد بک وأودعها هذه الخزانة. الجبرتى: عجائب الآثار، الجزء الثانى، ص211. 
([1]) أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 194.
([1]) نفس المصدر، ص 195.
([1]) کان للحجيج زاوية بالأسکندرية معروفة باسم زاوية "أبى محمد صالح"، ينزلها المغاربة عند زيارتهم للأسکندرية، ولهم فيها أوقاف. أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 196.
([1]) عبد الرحمن بن زيدان: الدرر الفاخرة، ص 62.
([1]) کان يوم قدوم رکب الحاج لمصر، ويوم خروج المحمل، ويوم کسر النيل عند وفائه، من الأيام التي يحتفل لها غاية الاحتفال، وتنتشر فيها مظاهر الفرحة والبهجة في کل مکان بمصر. الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 281.
([1]) کرداسة: قرية من قسم الجيزة، تقع أسفل الجبل الغربي، وتبعد عن الجيزة نحو الساعتين. کانت أبنيتها بالأجر واللبن، ولهم أبنية مشيدة بالحجر والأجر، بها مسجد بمنارة، ونخيل کثير وأشجار سنط وأثل، وبها مقامان لأولياء الله الصالحين. وبها أنوال لنسيج المقاطع القطن والأحرمة الصوف وغير ذلک، ومصابغ وطواحين، ولها سوق يقام يوم الاثنين، من کل أسبوع، تباع فيه المواشى وخلافه، وهي مرکز تلاقي طرق الرقيق والحجاج وطريق الغرب وطريق سيوة والطريق إلى وادي النطرون. على باشا مبارک: الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة، الجزء الخامس عشر، الطبعة الأولى، المطبعة الأميرية، القاهرة، 1305ه، ص14.
([1]) الزياني: الترجمانة الکبرى، ص 193.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص256.
([1]) محمد البغيال: صورة المجتمع المصرى خلال القرن الثامن عشر الميلادي في رحلة الوزير الإسحاقي، دورية کان التاريخية، العدد الرابع والثلاثون، ديسمبر 2016، ص 72.
([1]) الإسحاقى: الرحلة، ص 325.
([1]) الإسحاقي: الرحلة، مصدر سبق ذکره، ص 330.
([1]) نفس المصدر، ص 347.
([1]) الإسحاقي: الرحلة، ص ص 334، 414.
([1]) نفس المصدر، ص 343.
([1]) الإسحاقي: الرحلة، ص 343.
([1]) ابن الطيب: مصدر سبق ذکره، ص 149. انتشرت تجارة البن فى الإمبراطورية العثمانية منذ القرن السادس عشر، وتم تداول البن منذ عام 1500 عندما جلبه حجاج وتجار اليمن إلى مکة المکرمة، وراجت تجارته فى مصر، وساهمت فى تعويض تجار القاهرة عن خسائرهم فى تجارة التوابل إلى أوروبا التى سيطر عليها الهولنديون فى القرن السابع عشر، لذا انتشر البن وأصبح أحد مشروبات الضيافة فى القاهرة. ثريا فاروقى: الحجاج والسلاطين: إدارة العثمانيين للحج بين عامى 1507- 1683، عرض: عبد القادر أحمد عبد الغفار، نادى المدينة المنورة الأدبي الثقافي، 2005، ص 251.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص284.
([1]) نفس المصدر، ص287.
([1]) رحلة ابن الطيب، مصدر سبق ذکره، ص146.
([1]) إسماعيل حقى جارشلى: أشراف مکة وأمرائها فى العهد العثماني، ترجمة: خليل على مراد، الطبعة الأولى، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 1424هــ/ 2003م، ص 122.
([1])المحمل هو نوع من الهوادج التى تحمل على الجمال، يرجع تاريخ إرساله إلى عهد "شجر الدر"، وأنه کان هودجًا لها حين حجت، وقد زينته بخمائل الحرير والتطريز البديع، والمحمل المصري من قديم الزمان تصحبه کسوة للکعبة والحجرة الشريفة، ويکون للمحمل موکب خاص حين سفره إلى الأراضى الحجازية، فى موسم الحج، ولا يرکب فى المحمل أحد مطلقاً. محمد طاهر الکردي المکي: التاريخ القويم لمکة وبيت الله الکريم، الجزء الخامس، الطبعة الأولى، دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1420هــ/ 2000، ص 196.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 279.
([1]) رحلة ابن الطيب، مصدر سبق ذکره، ص156.
([1]) يجتمع الأمراء والجند جميعًا على الهيئة المتقدمة فى الخروج الأول، فإذا تکامل جمع الأمراء وخرج الباشا جئ بجميع ما يحتاج إليه أمير رکب الحج من إبل، ومطابخ، وخيل، ورماة، وغير ذلک من الأسباب التى تخرج من بيت المال، کل طائفة لها أمير مقدم عليها، حتى الطباخين والفراشين. أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 205.
([1]) نفس المصدر، ص 210.
([1]) کان الغرض من عملية التسليم والتسلم هو الشهادة بأن الباشا سلم أمير الحاج ما يحتاج إليه فى ذهابه وإيابه، ويشهد القاضى والأمراء ويکتب ذلک إلى السلطان. الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 280.
([1]) کانت الديار المشرفة على الشوارع التى يمر عليها المحمل قد تکرى من أول السنة ولا يسکنها مکتريها ولا ينزلها إلا فى ذلک اليوم بقصد التفرج على المحمل، وفيما سوى ذلک تبقى معطلة، ويعد هذا اليوم عند المصريين من أعظم أيام السنة، ولا ثانى له إلا يوم دخول الباشا لمصر، ويوم کسر النيل عند وفائه، ويقرب منه يوم قدوم الحاج. ابن الطيب: مصدر سبق ذکره، ص 158.
([1]) برکة الحاج: أو برکة الجب، أو جب عميرة، وهي بظاهر القاهرة من بحريها، وتسميها العامّة برکة الحاج لنزول الحجاج بها عند مسيرهم من القاهرة إلى الحج في کل سنة، ونزولهم عند العود بها، ومنها يدخلون إلى القاهرة ومن الناس من يقول: جب يوسف، وهو خطأ، وإنما هي أرض جب عميرة، وعميرة هذا هو: ابن تميم بن جزء التجيبي من بني القرناء، نسبت هذه الأرض إليه، فقيل لها: أرض جب عميرة. المقريزي، تقى الدين أبى العباس أحمد بن علي بن عبد القادر العبيدى المقريزى(ت845ه) المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، المعروف بالخطط المقريزية، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، وضع حواشيه: خليل المنصور، دار الکتب العلمية، بيروت، 1418ه، ص434.
([1]) أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 211.
([1]) محمد المنونى: مرجع سبق ذکره، ص21.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص259.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص42.
([1]) القليونجية هم بحارة المراکب النهرية التى کان يطلق عليها القليون. الجبرتى: الجزء الثانى، مصدر سبق ذکره، ص 173.
([1]) الجبرتى: الجزء الثانى، مصدر سبق ذکره، ص 173.
([1]) تولى إسماعيل بک مشيخة البلد بعد موت محمد بک أبى الذهب. کان إسماعيل بک من تلاميذ (على بک الکبير) فلما استلم زمام الأمور نسج على منواله، فبعث إلى رجال حزبه الذين کانوا لا يزالون في سوريا فاستقدمهم إليه، وأقرهم في أماکنهم، استعدادًا لمقاومة (مراد بک) و(إبراهيم بک) منافسيه على مشيخة البلد، لذلک کان استقرار الأمن في القاهرة من الأمور المهمة للغاية لدى إسماعيل بک، وحادثة مثل حادثة المغاربة کانت کفيلة بتهديد الأمن، بالنظر إلى توتر الأوضاع. جرجي زيدان: مصر العثمانية، مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012، ص 132.
([1]) الشيخ العروسي هو أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسي الشافعي، المولود 1133 هـ/1720م بقرية منية عروس، مرکز أشمون المنوفية، تولى الشيخ العروسي مشيخة الأزهر بعد وفاة الإمام الدمنهوري سنة 1192 هـ، وثار مع العلماء واعتصموا بمسجد الإمام الشافعي عندما أراد إبراهيم بک تولية غيره. ظل في المشيخة حتى وفاته1208ه/1793م. انظر، الجبرتي: عجائب الآثار، الجزء الرابع، ص 247. سليمان رصد الحنفي الزياتي: کنز الجوهر في تأريخ الأزهر، مطبعة هندية، مصر، ص98.
([1]) الجبرتي: عجائب الآثار، الجزء الرابع، ص 247..
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 43.
([1]) تقى الدين الدورى؛ خولة شاکر الدجيلى: تاريخ المسلمين فى إفريقية، الطبعة الأولى، دار الکتب الوطنية، أبو ظبي، 2014، ص 44.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 260.
([1]) رحلة ابن الطيب، مصدر سبق ذکره، ص146.
([1]) الجبرتى: الجزء الثانى، مصدر سبق ذکره، ص 173.
([1]) سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث: أطلس الحج والعمرة تأريخًا وفقهًا، الطبعة الأولى، مکتبة العبيکان، الرياض، 1431هــ/ 2010، ص 100.
([1]) يونان لبيب رزق، محمد مزين: مرجع سبق ذکره، ص 43.
([1]) الأبيات من نظم الشاعر أبو الحکم مالک بن مراحل السبتى (604 هـ مالقة - 699 هـ فاس)، محمد المنونى: مرجع سبق ذکره، ص 46.
([1]) محمد المنونى: المرجع السابق، ص 51.
([1]) أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عمر المرسي، من مرسيه بالأندلس، توفي سنة 686هـ ـ 1287م. کان من أکابر العارفين، وهو تلميذ أبي الحسن الشاذلي وخليفته ووارث علمه، ومن بث علومه وأظهرها. سار الناس إليه من أقاصى البلاد. وله مقام کبير ومسجد باسمه في مدينة الإسکندرية. ابن عطاء الله السکندري: لطائف المنن: تحقيق وتعليق: الإمام الأکبر عبد الحليم محمود، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة، ص 93. عبد الوهاب الشعراني: الطبقات الکبرى المسمي لواقح الأنوار القدسية في مناقب العلماء والصوفية، تحقيق وضبط: أحمد عبد الرحيم السايح، توفيق على وهبة، الجزء الثاني، مکتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2005، ص 26.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 297.
([1]) هو محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مسعود، أو عبد الله، الحاحي (ت نحو 725هـ)، المشهور بالعبدري، نسبة إلى عبد الدار، وهي قبيلة من جنوب المغرب الأقصى، وهو صاحب الرحلة المعروفة باسمه، عزم العبدري على الرحلة إلى المشرق لأداء فريضة الحج، فسافر برفقة ابنه في الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة 668هــ/ 1289م. سجل في رحلته کل ما رآه في ذهابه وإيابه، وقد أقام في القاهرة والأسکندرية. اتسم أسلوب العبدري بالنقد اللاذع، فقد انتقد أهالى کثير من المدن التي مر بها وأصلاهم نارًا حامية. انظر، العبدري: الرحلة المغربية، ص7، 10.
([1]) الإسحاقي: الرحلة، ص 332.
([1]) کان بالقاهرة قرافتان، والقرافة بفتح القاف وراء مخففة وألف مخففة وفاء، مقبرة مشهورة بمصر مسماة بقبيلة من المغافر يقال لهم بنو قرافة، احداهما بسطح المقطم، وسميت (القرافة الصغرى)، وبها قبر الإمام الشافعي في قبة عالية مزخرفة، وبها جامع القرافة أو جامع الأولياء، وترب عليها أوقاف للقراء، ومدرسة کبيرة للشافعية، وهي معظم مجتمعات أهل مصر، وأشهر منتزهاتهم، وفيها قال المقريزى: إن القرافة قد حوت ضدين من.. دنيا وأخرى فهى نعم المنزل، والأخرى شرق الفسطاط، يقال لها (القرافة الکبرى) وفيها کانت مدافن أموات المسلمين. تقى الدين أبى العباس أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي (ت 845هـ): المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، المعروف بالخطط المقريزية، الجزء الرابع، دار الکتب العلمية، بيروت، ص ص329، 330.
([1]) الحضيکي: الرحلة، مصدر سبق ذکره، ص ص 24، 188.
([1]) جبل المقطم: الجبل المشرف على القرافة مقبرة فسطاط مصر. الحموي: معجم البلدان، الجزء الخامس، ص 176.
([1]) الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله السکندرى، وصفه الشعراني بالزاهد المذکر، الکبير القدر، تلميذ الشيخ ياقوت رضى الله عنه، وقبله تلميذ الشيخ أبى العباس المرسى، کان ينفع الناس بإشاراته، ولکلامه حلاوة فى النفوس، وجلالة. أخذ ابن عطاء الله السکندري عهد الطريق إلى الله على الإمام الکبير أبي العباس المرسي. وله کتاب " التنوير في إسقاط التدبير" و"حکم ابن عطاء"، مات سنة 707ه وقبره بالقرافة يزار. الشعراني: الطبقات، الجزء الثانى، ص 41.
([1]) البوصيري: هو الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، کان مولده في شهر شوال عام 608 ه/ 1213م، اشتهر البوصيري بمدائحه النبوية. هو إمام أئمة المديح، صاحب البردة، التي نال بها شرف الإمامة في هذا المضمار، عد قصيدته الشهيرة (الکواکب الدرية في مدح خير البرية) والمعروفة باسم (البردة) من عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية. ينتهي نسبة إلى قبيلة صنهاجة بالمغرب، توفي حوالي 695ه، ودفن بالأسکندرية. الزرکلي: الأعلام، الجزء السادس، ص 139.
([1])  أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 208.
([1]) الإمام الشافعي: هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع (150- 204ه/767- 820م)، هو الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة. صاحب المذهب الشافعي في الفقه، إمام في علم التفسير والحديث. قدم إلى مصر سنة 199ه، ومات فيها سنة 204ه. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: سير أعلام النبلاء، الطبقة العاشرة، الجزء العاشر، مؤسسة الرسالة، 1422ه/2001، ص 5.
([1]) أبو القاسم الزيانى: مصدر سبق ذکره، ص 204.
([1]) أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن إمام أهل مصر في الفقه والحديث، قال الشافعي رضي الله عن: الليث بن سعد أفقه من مالک، إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وکان ابن وهب تقرأ عليه مسائل الليث، فمرت به مسألة فقال رجل: أحسن والله الليث، کأنه کان يسمع مالکًا يجيب فيجيب هو، فقال ابن وهب للرجل: بل کان مالک يسمع الليث يجيب فيجيب هو، والله الذي لا إله إلا هو ما رأينا أحدًا قط أفقه من الليث. کان من الکرماء الأجواد، ويقال إن دخله کان خمسة آلاف دينار في السنة، فکان يفرقها في الصلات وغيرها. انظر، ابن خلکان، أبى العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبى بکر(608- 681ه): وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، الجزء الرابع ، دار صادر، بيروت، 1978، ص 127.
([1]) هو أبو عبد الله عبد الرحمان بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي، المصري، (132- 191ه/ 750- 806م) عالم الديار المصرية ومفتيها. کان أعلم الناس بأقوال الإمام مالک، صحبه عشرون عامًا. کان زاهدًا، تقيًا، وذا مال ودنيا، فأنفقها في العلم، وقيل: کان يمتنع من جوائز السلطان. بعد موت الإمام مالک انتفع أصحاب مالک بابن القاسم، وهو صاحب المدونة الکبرى في المذهب المالکي. الذهبي: سير أعلام النبلاء، الجزء التاسع، ص 121.
([1]) هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري الجعدي، فقيه الديار المصرية في عصره، وصحب الإمام مالک. قال عنه الإمام الشافعي: ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه، توفى بمصر سنة 204ه. نفس المصدر، الجزء التاسع، 501.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 298.
([1]) السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق، وهي تقية، عالمة بالتفسير والحديث. وفيات الأعيان، الجزء الثانى، ص 169.
([1]) محمد المنونى: مرجع سبق ذکره، ص 96.
([1]) الرحلة الناصرية: مصدر سبق ذکره، ص 300.
([1]) الحضيکي: الرحلة، مصدر سبق ذکره، ص193.
([1]) إبراهيم بن إسحاق الحربي: المناسک وأماکن وطرق الحج ومعالم الجزيرة، تحقيق: حمد الجاسر، دار اليمامة، الرياض، 1389هــ، 1969، ص 299.
([1]) کان أمير الحج القائد الأعلى لقافلة الحاج، ومن اختصاصاته شراء ونقل المؤن المرسلة مع القافلة والإشراف على توزيعها. کما کان على أمير الحج المصرى حمل (الصرة) سنوياً إلى الحجاز وهو مبلغ کبير من المال من الخزانة المصرية للحرمين الشريفين، وکان عليه أيضاً توزيع الإتاوات النقدية والعينية على شيوخ وأمراء البدو القاطنين على طول طريق الحج لتأمين الحماية للقافلة. کان من أهم اختصاصات أمير الحج حماية الحجاج أثناء الرحلة، وکان يساعده فى ذلک فرقة من الجند، وکان رکب الحج المصرى دائماً بحاجة لحماية عسکرية من العربان المنتشرين على طول الطريق من القاهرة إلى السويس، ومن القبائل المعادية فى إقليم الحجاز، ومن القراصنة المنتشرين فى البحر الأحمر. عبد العزيز محمد الشناوى: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، الجزء الأول، مکتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1980، ص 65.
([1])  أحمد الرشيدى: حسن الصفا والابتهاج بذکر من ولى إمارة الحاج، تحقيق: ليلى عبد اللطيف أحمد، مکتبة الخانجى، القاهرة، 1981، ص 32.
([1]) من أشهر أمراء الحج حسين بک کشک، وقد خرج على إمارة الحج فى عام 1171هــ/ 1757م، ثم عين مرة ثانية أميراً للحج من عام 1174هــ/ 1760م إلى 1176هــ/ 1762م، وقد اشتهر بشجاعته الفائقة، وشدة بأسه فى محاربة العربان، وتأمين طريق الحج، فکان العرب يهابونه حتى کانوا يخوفون بذکره أطفالهم، وامتنع عن دفع عوائد العربان طوال السنوات التى خرج فيها للحج، مما کان له أثر کبير فى تشجيع الحجاج المغاربة على السفر رفقة رکب الحج المصرى. کان أخر من تولى إمارة الحج قبل دخول بونابرت مصر صالح بک الذي عُين أميراً للحج عام 1213هــ/ 1797، وحدث أثناء عودته احتلال بونابرت لمصر، وانتهاء نفوذ المماليک وتوليهم منصب أمير الحج. سميرة فهمي على عمر: إمارة الحج فى مصر العثمانية 923- 1213هــ/ 1517- 1798م، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 2001، ص ص 98، 99.
([1]) عبد القادر بن محمد بن عبد القادر محمد الأنصارى الجزيرى الحنبلى: الدرر الفرائد المنظمة فى أخبار الحاج وطريق مکة المعظمة، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، الجزء الأول، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمية، بيروت، 1422هــ/ 2002م، ص 408.
([1]) أبو القاسم الزياني: مصدر سبق ذکره، ص 213.
([1]) کان حجاج البر يلقون المخاطر من العربان، الذين کانوا يتجمعون على الحجاج من سائر النواحى ويعملوا فيهم السلب والنهب والقتل، کما واجه حجاج البحر مخاطر القراصنة، إذ کان البحر المتوسط يموج وقتئذ بالأخطار من السفن المسيحية، ويروى لنا الزيانى کيف وقع هو ومن معه أسرى فى أيدي فرسان القديس يوحنا فى مالطة أثناء إبحاره إلى مصر. الزياني: مصدر سبق ذکره، ص120 .
([1]) الرحلة الناصرية، مصدر سبق ذکره، ص 304.
([1]) کان هذا يعنى أن الانتماء الإسلامى والحضارى لعب دورًا حاسمًا فى وحدة المسلمين بين المشرق والمغرب، بل أن أشهر الرحلات الحجية تعود إلى هذه المرحلة، ومنها "ماء الموائد" لأبى سالم العياشي، و"رحلة اليوسي" للحسن بن مسعود اليوسي، و"الرحلة الناصرية" لأبى العباس بن ناصر، و"رحلة الإسحاقي" للوزير الإسحاقي. مصطفى الغاشي: مرجع سبق ذکره، ص 17.
([1]) مصطفي الغاشي: نفس المرجع، ص 18.
([1]) مما يؤسف له أن أيًا من هؤلاء الحجاج لم يخلف أثرًا مکتوبًا عن هذه التجربة والمواقف التى نتجت عنها، فخلافًا لما روجته بعض المصادر من أن حجاج شمال أفريقيا عمومًا لاقوا عناية خاصة من طرف إدارة الحملة وقائدها، فإن عدة مؤشرات تؤکد أنهم عانوا الأمرين جراء حالة الفوضى التى شهدها عدد من أقاليم مصر، جراء هجمات العربان، وتعديات الجنود الفرنسيين. محمد حواش: خطاب التضامن الإسلامى فى ضوء حملة نابليون على مصر والشام وموقف المغرب منها، الطبعة الأولى، الشبکة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، 2013، ص 257.
([1])  يصف أحد ضباط الحملة معاناة هذا القسم من الحجاج المغاربة قائلًا:" إن إبراهيم بک لم يسمح إلا بوصول الحجاج الفقراء إلينا، الذين کانوا يأتون عبر جماعات مؤلفة من مائتين إلى ثلاثمائة فرد من جميع بلدان شمال أفريقيا من فاس إلى طرابلس، کانوا يصلون على درجة کبيرة من الإعياء، تجعلک لا تستطيع أن تفرق بينهم، هزيلين مثل البلدان القاحلة التى عبروها، ومنهوکى القوى مثل السجناء الذين طواهم النسيان فى أصفدة الحديد. نفس المرجع، ص 259.
([1]) محمد حواش: المرجع السابق، ص 261.
([1]) شارک في الجهاد ضد الفرنسيين کثير من المغاربة منهم الشيخ محمد الجيلاني السباعي، والشيخ محمد بن الأحرش الدرعاوي، ومن انضم إليهم من حجاج مجاهدين.الجبرتى، الجزء الثالث، ص 270.
([1]) سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي، أبو الربيع. بويع بفاس سنة 1206ه، وکان عمره إذ ذاک خمس وعشرين سنة، وتوفى سنة 1238ه قال عنه صاحب الاستقصاء: وأما الدين والتقوى، فذلک شعاره الذي يمتاز به، ومذهبه الذي يدين الله به. وقال أيضا: وکانت القبائل في دولته قد تمولت ونمت مواشيها وکثرت الخيرات لديها من عدله وحسن سيرته. کان السلطان يخشى على دولته من سياسة فرنسا التوسعية، وزاد من قلق السلطان الحملة الفرنسية على مصر، في نفس الوقت کان المغرب يعاني من الاضطرابات الداخلية. الناصري: الاستقصا، مصدر سبق ذکره، ص 121.
([1]) لا يستبعد أن يکون نابليون قد زود الحجاج برسائل خاصة إلى مولاى سليمان. فقد کانت القيادة العسکرية الفرنسية فى مصر تتملکها مخاوف قوية مما يمکن أن يأتى من جهة المغرب، لأسباب مختلفة، منها: الافتقار إلى المعلومات نتيجة حصار الأسطول الإنجليزى لسواحل مصر، وکذا ما راج فى الشهور الأولى للحملة من إشاعات قوية تقول بإن المغرب قد يبعث بجيش لاستخلاص مصر من يد الفرنسيين، إضافة إلى ما کانت تثيره الجالية المغربية بمصر من مخاوف لدى الفرنسيين، حيث قاد مجاهدين مغاربة حرکة مقاومة شرسة بکل من إقليمى البحيرة والصعيد. محمد حواش: مرجع سبق ذکره، ص 161.
([1]) نفس المرجع، ص 166.
([1]) قام کل من الشيخ محمد الجيلانى السباعى ومحمد بن الأحرش الدرعاوى بإدارة حرکة مقاومة شديدة فى إقليمى الصعيد والبحيرة. نفس المرجع، ص 167.
([1]) کان المغرب يعاني من اضطراب أمنى جراء الصراع المحتدم بين مولاى سليمان وعدد من أخوته وبعض الزعمات القبلية، کما کان وزيره ابن عثمان، الذي کان يعتبر مهندس علاقات المغرب الخارجية، من دعاة التزام المغرب جانب الحياد بخصوص الصراع الدائر آنذاک بين فرنسا وانجلترا، إضافة لخطر الطاعون والجفاف اللذان حلا بالمغرب فى تلک السنة، لهذه الاعتبارات کان المغرب عاجزًا عن الاستجابة لنداءات الجهاد التى کانت ترد عليه من السلطان العثمانى سليم الثالت. محمد حواش: المرجع السابق، ص 177.
([1]) الجبرتي: مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس، تحقيق: عبد الرحيم عبد الرحمن، مطبعة دار الکتب المصرية، القاهرة، 1998، ص 126.